قراءة تحليلي للصراع السودانى و يقدمها لنا
لجنة الشؤون الافريقية بمعهد فالكون للدرسات
وذلك برئاسة الدكتور عمار عبدالحكيم
فحول انفجار الوضع في السودان و أسبابه و عوامله والي أين تتجه الأمور يطلعنا الدكتور عمار
ويحلل لنا الموقف كما يلى
يدور حاليًا صراع مسلح في السودان الشقيق بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني وقوات الدعم السريع غير النظامية بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، وهو أيضا نائب رئيس مجلس السيادة, وقد اندلع القتال في مروي والخرطوم وأم درمان في 15 أبريل 2023.
ولكن ثمة تطور نوعي في الصراع الدائر بين الطرفين يتصل باقتحام قوات الدعم السريع لمطار مروي الحربي وقصف مطارات أخرى وإدعاء سيطرتها على مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم والهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، وقيام الجيش السوداني باستخدام طائرات مقاتلة لقصف مواقع تابعة لقوات الدعم السريع، وإصدار قيادة الجيش قرارًا بحل هذه القوات وإنهاء خدمة جميع ضباط وأفراد الجيش المنتدبين لديها. وبات الوضع في الخرطوم وأم درمان ومدن أخرى في أرجاء البلاد يتأزم ولا يزال متقلبا ويتطور بسرعة، مما دفع الحكومات العربية والأجنبية إلى إجلاء رعاياها من السودان.
عوامل الصراع
مسألة دمج قوات الدعم السريع في الجيش، إذ يُصر قادة الجيش السوداني، وعلى رأسهم الفريق عبدالفتاح البرهان، على دمج قوات الدعم السريع في الجيش؛ وهو الأمر الذي يرفضه حميدتي.
الطموحات السياسية للفريق حميدتي والتي أقلقت قيادة الجيش, فقد شرع حميدتي في تكوين تحالفات مع أعيان القبائل وزعماء الطرق الصوفية وقوى الحرية والتغيير ورسم صورة لنفسه بمناصرة الحكم المدني, وأكد الجيش السوداني أن أطماع حميدتي الشخصية في السلطة هي التي قادت لتفجير هذا الصراع.
الصراع على السلطة والنفوذ بين البرهان وحميدتي وثمة تقارير إعلامية أفادت بمحاولات الأول لتقليص نفوذ الأخير، وأن توقيع الاتفاق الذي تم في 5 ديسمبر الماضي لم يكن إلا خطوة على هذا الطريق, وسوف يحتفظ البرهان بموجب هذا الاتفاق بمنصب القائد العام ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي سيضم أربعة عشر قائدًا من الجيش وممثلًا واحدًا من قوات الدعم السريع, الأمر الذي تصوره حميدتي عملية احتواء لنفوذه ونفوذ قواته بأسلوب ناعم.
السيناريوهات المحتملة في الأيام والأسابيع المقبلة:
يبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو استمرار حرب المدن الشديدة، على الرغم من أن الضغط المتزايد من قوى دولية قد أدي إلى هدنة قصيرة للإجلاء، وقد يتطور الصراع المسلح خلال الأيام والأسابيع المقبلة إلى أربع سيناريوهات محتملة وهي كالأتي:
السيناريو الأول: وهذا الأكثر ترجيحا هو أن توافق القوات المسلحة وقوات الدعم السريع على وقف لإطلاق النار لوقت قصير لاستمرار عمليات إجلاء الرعايا الأجانب، ولكن القتال المتقطع سيستمر في العاصمة والمدن الرئيسية.
السيناريو الثاني : يحتمل استمرار القتال العنيف في المدن دون وقف لإطلاق النار, وذلك في ظل الدعم بالمال والأسلحة القادم من الخارج. مع احتمال خطر اندلاع أعمال عنف أكثر تدميرًا في المستقبل يظل قائما.
السيناريو الثالث: هو احتمال نقل الصراع إلى الريف فإنه من المرجح أن يلحق أحد الطرفين الهزيمة بالآخر مما يجبر الأخير إلى اللجوء لنقل الحرب إلى المناطق الريفية في أطراف نائية من البلاد.
السيناريو الرابع :وهو احتمال ضعيف، أن يوافق طرفا الصراع على وقف دائم لإطلاق النار, فهناك فرصة ضئيلة للغاية أمام الدول العربية والأجنبية والمنظمات الدولية للضغط على طرفي الصراع لوقف إطلاق النار وإنهاء الصراع بين الأطراف المتحاربة في الأيام أو الأسابيع المقبلة.
ولكن في ظل وجود لاعبين دوليين وداخليين لهم مصالح فى إطالة أمد الحرب وبقائها مشتعلة, فالسودان حاليا أمام حرب أهلية سوف تعصف بها إلى كثير من الدمار والتفكك إلى دويلات صغرى وانفصال إقليم دارفور مسقط رأس حميدتي وحلفائه ومعقل قواته المتمثلة في الدعم السريع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق