كتبت ايمان عمارة
فى عصر السماوات المفتوحة والتقدم المذهل الذى تشهده أنظمة الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، أصبح للإعلام أهمية بالغة فى تكوين فكر ووجدان الشعوب على اختلاف درجة تحضرها ورقيها.
ويعد جهاز الشرطة أحد أهم الأجهزة التى يستخدمها المجتمع فى القيام بعملية الضبط الاجتماعى لسلوكيات أفراده. ومن هنا ظهرت الحاجة الى مد جسور التعاون مع المجتمع واستخدام حلول جديدة بعيدة عن الحل الأمنى المنفرد، وذلك وصولاً لحل مشاكل المجتمع ذات الطابع الأمنى، وهنا يبرز الدور التوعوى للإعلام، حيث يسهم بآلياته المتعددة والمتطورة فى تنظيم حياة المجتمعات الاجتماعية والإنسانية.
وفى هذا السياق، يمكن توظيف حملات التسويق الاجتماعى التى تهدف إلى إحداث تغيير في الأسلوب والطريقة التى يعيش الأفراد والجماعات بتحويل بعض أنماط السلوك والممارسات السلبية إلى سلوك إيجابي لصالح المجتمع. ولا يحدث هذا التغيير في سلوك الأفراد بشكل مفاجيء وإنما يحدث عبر العديد من المراحل الوسيطة التي تشمل: تغيير معلومات الأفراد، تغيير معرفة الأفراد، تغيير اتجاهات الأفراد.
وتعتمد هذه الاستراتيجية على ترسيخ مفهموم لدى المواطن، هو: أن القوانين ليست سيفاً مسلطاً عليه، بقدر ما هى فى مصلحته لتنظيم حركة المجتمع، وممارسة كل فرد لحقوقه دون الإضرار بالأخرين، فلا يمكن مثلا القول أن من حق المواطن أن يقود سيارته بسرعة كبيرة فى منطقة مأهولة بالسكان من باب أن ذلك من منطلق حريته الشخصية، فتدخل المشرع بتحديد سرعات محددة لكل منطقة هو من باب الحفاظ على أرواح الناس.
نخلص مما سبق، أن الحفاظ على سلامة العنصر البشرى الذى هو رأس مال أى دولة، ويعد من أهم الأولويات التى تهتم بها الدول والمنظمات العالمية لتحقيق أكبر قدر من السلامة والأمان على الطرق، وأن التجربة المصرية الأخيرة منذ 2014 وحتى الآن في عملية تشييد البنية التحتية قد وضعت في إعتبارها كافة المعايير الدولية المتعلقة بالسلامة المروية،
ويتبقى فقط أن يستوعب المواطنيين بعض المعايير الخاصة بالقيادة والسلامة أيضاً، لتكتمل المنظمومة المرورية في مصر، ولنرى مصر خلال السنوات القادمة في طليعة الدول التي تنخفض فيها حوادث الطرق وتتحقق فيها أعلى المعايير في جودة الطرق وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق